(مولد (السيد البدوي

لم يكن مشهداً اعتيادياً على بصري وعلى سمعي، عالم آخر شديد الغرابة لا أعرف ماهية الأشياء فيه أضعاف عدم معرفتي بماهية الأشياء في العالم الأكثر منطقية بالنسبة لي.

زحام شديد يجعلك تشعر أنه لا أمل في الخروج، تنظر يمينك ويسارك ومن أسفل منك ولا ترى سوى وجوه تعددت ملامحها وتعددت أسباب وجودها في هذا الحيز، ما يدور في عقلي في تلك الأثناء هو سؤال اريد طرحه على أحدهم “طب ليه؟”

عالم شديد الغرابة ترى فيه من يظنون أن ثمة هالة من البركة والخير تحاوط هذا المكان، وترى فيه من جاءوا لكسب لقمة العيش، ومن جاءوا للسرقة -كما يشاع- ومنهم من جاء بلا سبب حقيقي يمتلكه سوى أنه اعتاد ذلك.

كان هذا العالم بالنسبة لي نموذجاً مصغراً للكوكب، فيمكن لك في هذا العالم المصغر أن تدعي أنك الأكثر صلاحاً ممن يصطفون بجوارك وتقنعهم بدون أن تبذل جهداً أن الله قد منحك صفات العارفين فيتبعوك في كافة ما تريد قوله أو تريد فعله، يداك الكريمتان  سينهال أحدهم عليها بالتقبيل طالباً منك البركة.

كنت أشعر في بعض الأحيان أنني فقط الوحيد من يشعر بالغرابة وأن ما يحدث من حولي هو منطقياً جداً، شعور يجعلك تشك في نفسك وتفكر مراراً وتكراراً هل من المفترض أن ترى جمالاً في ما تراه عينك من وجوه عابسة وقمامة وأشخاص يعترضون طريق بعضهم البعض ويدفعون بعضهم، أم تسمع الجمال في صوت آيات من القرآن  تقال بصوت مرتفع ويتداخل معها صوت أحد المنشدين وصوت المزيكا وصوت سبباب يتبادله البعض.

في تلك الأثناء كنت لا أهتم كثيراً بنظرة البعض الدينية لهذا الحدث سواء من يحلله أو من يحرمه ولكني كنت أهتم أكثر أن أجد إجابات لما يدور في رأسي حول الاستفادة من هذا، لذلك يمكنني أن أقول أن الاستفادة الأهم من هذا الحدث وما يشبهه هو أن توفر لتابعيك ما يلهيهم حتى تتمكن أكثر من السيطرة عليهم وتوجيههم في كافة ما تريده.
أكتوبر ۲۰۱٨

FIND OUT MORE

Back to Top