صناعة الأفلام

المشهد الثالث
تحياتي في الجزء الثالث، تلك هي المرة الأولى تقريباً التي أكتب فيها عن صناعة الأفلام ولكن رغم ذلك ستكون نصوصاً شخصية تمثلني وربما تمثلك أو لا، يمكنك أن تنزعج من بعض الكلمات وربما تراها واقعية، في النهاية يهمني كثيراً أن أحكي الحكاية.
صناعة الأفلام المستقلة في أغلب الأحيان تشبه كثيراً مشاريع تخرج مجموعة من الأطفال في المرحلة الإبتدائية ومطالبين بتنفيذ نشاط لحصة العلوم، وبالتالي يكون الأمر دائماً غير عقلاني ويعتقد جميع الأطراف أن لجميعهم نفس الأدوار. في الواقع تلك المشاريع التي لا تتضح فيها الأشياء قبل بدايتها هي مشاريع غامضة ومعرضة طوال الوقت للتوقف أو للكثير من المشكلات، لأن المهام لا تكون واضحة ولا يتبين من لديه الحق في فعل هذا وعدم فعل ذاك وبالتالي يكون هناك أعتقاد طول الوقت أن المشروع هو ملك لنا جميعاً، وأيضاً المكاسب -ولا أعني فقط المادية- لا تكون واضحة وبالتالي يشعر البعض بالتهميش لاحقاً أو يدعي بطولة لم يصنعها.
صناعة الأفلام التجارية هكذا أسماها أحدهم- تتميز دائماً بالوضوح حيث يعلم جميع أطرافها جدوى ما يفعلوه ودور كل شخص بوضوح وهذا يتسبب دائماً في احترام الأدوار التي يتحملها كل شخص، فعليك تارة أن تنفذ طلباً ممن له المسؤلية في هذا النطاق؛ وفي تارة أخرى تكون أنت صاحب قرار تتحمله وتطلب الأخرين بتنفيذه، وتلك الأشياء لا تقلل من أحد بينما تجعل العملية الإنتاجية أكثر وضوحاً وبعيدة عن المشاعر والأهواء التي يتوهمها بعض صناع الأفلام المستقلة أثناء تنفيذ مشاريعهم ومحاولة تغير مسار أشياء ليست داخل نطاق عملهم.
فقرة غير مهمة: صناعة الأفلام بشكلها التجاري ليست مثالية ولكنها أكثر وضوحاً ولا يمكنك أن تسمع فيها كلاماً تحليلياً عميقاً لا تفهم منه شيئاً وتضطر أن تحرك رأسك فور سماعه ثم توهم نفسك بيه حتى تخدعها.
أظن أن لدى البعض خلط حول مشاهدة الأفلام وصناعة الأفلام يجعلهم يشعورون في بعض الأحيان أنهم متماثلين ولكن الأمر يختلف كلياً، وأظن أن الأمر تعيساً بعض الشئ أن المشاهدة التي تجعل أحدهم منبهراً وسعيداً قد تجعله يتخيل ان تلك الصناعة قائمة على الترفيه في صناعتها كما يحدث أثناء المشاهدة وهو ما يجعل البعض يعتقدون دائماً اننا فنانين يمكننا فعل ما يحلو لنا دون إلتزام تجاه المشاريع التي نقوم بتنفيذها، اُقدر من يمتلكون معلومات حول الأفلام والتي تتعلق بسنة الإنتاج واسم المخرج والكاتب وتفاصيل الفيلم وهذا ما لا تقوى ذاكرتي على تحمله -أنا اُشاهد الفيلم وأنساه على غير رغبة مني- وربما رسبت في اختبار إحدى الجهات التعليمية للسينما بسبب هذا بعد أن تخطيت المرحلة الأولى للقبول،. إدراك ان صناعة الأفلام عكس مشاهدتها جعلني اُدرك حدود الخيال وكيفية تجسيد هذا الخيال في مشاريع قابلة للتنفيذ على عكس أحلامي كمشاهد يتمنى أن يشاهد فيلماً خارقاً دون أخذ اعتبار أي شئ.
لأ أسعى لصناعة أعداء بسبب نصاً طويلاً مملاً؛ لذلك دعنا نستكمل في الجزء القادم.
يناير ۲۰۲۱
Back to Top