صناعة الأفلام

المشهد الأول
تلك هي المرة الأولى تقريباً التي أكتب فيها عن صناعة الأفلام ولكن رغم ذلك ستكون نصوصاً شخصية تمثلني وربما تمثلك أو لا، يمكنك أن تنزعج من بعض الكلمات وربما تراها واقعية، في النهاية يهمني كثيراً أن أحكي الحكاية.
منذ عام 2014 وجدت نفسي مهتماً بصناعة الأفلام بدون تخطيط أو طفولة تخبرك أن هذا الطفل المزعج من الممكن أن يهتم بصناعة الأفلام يوماً ما، ولكن كأشخاص كثر منحتني ثورة يناير فرصة للميلاد من جديد.
في المراحل الأولى من عملي وحتى المرحلة الحالية والمستقبلية وأنا أتعلم بالتجربة والخطأ، لم أكن محظوظاً كي أحصل على دراسة أكاديمية لصناعة الأفلام -أو ربما كنت محظوظاً لأنني لم ألحق بها- ولكن دائماً كان هناك طريقاً موازياً يعتمد على تنفيذ الكثير من المشاريع بالإمكانيات المتاحة من أجل التعلم من الأخطاء التي ستحدث، ومن أجل بناء خبرة تؤهلني لخطوات تالية أتعلم فيها من أشخاص جدد؛ وتلك هي الوسيلة الأخرى للتعلم والتي تشبه التعلم بالقطعة حيث يخبرك أحدهم معلومة أو يطلب منك شيئاً لا تعرفه فتخوض رحلة من البحث لتعلمه.
صناعة الأفلام المستقلة -هكذا أسمها أحدهم- تتميز دائماً أنها لا تحتاج لتكلفة مالية وتحتاج فقط لتكلفة عقلية وجسدية يبذلها صناع تلك المشاريع من أجل إنجازها معتمدين على أشياء مثل: الحماس والدافع، الإبداع، والتحايل على كافة الصعاب، وتتميز تلك المشاريع في كثير من الأحيان أن محتواها دائماً يعبر عن من صنعوها لانهم غير ملزمين بإتباع أي شئ سوى رغبتهم في التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم.
الخطوات الأولى كانت ضبابية وغير واضحة ولم أكن أعرف فيها طبيعة ما أود إنجازه وإلى أين سيكون مصيره، ولكن تباعاً بدأ ذلك بالظهور لأعرف حقاً ما أود إنجازه وما مصير تلك المشاريع، ولكن المعرفة ليست دائماً شيئاً حلو المذاق؛ لقد بدأت اُدرك في ذاك الوقت أن مصير تلك المشاريع قبل البدأ في إنجزها هو شئ مهم بالإضافة إلى جودة تلك المشاريع والتي لا أعني بها فقط الصورة ولكن الجودة في العموم.
صناعة الأفلام المستقلة كانت سبباً في تعويض الشهادة التي لم أحصل عليها كوني دارساً للسينما، وكانت سبباً في خلق علاقات تساعدني على أن اوسع خطاي للأمام، وبالحديث عن الشهادات لم تصادفني مرة أن تواصلت مع مهرجان أفلام أو مع صانع أفلام يمتلك سجلاً حافلاً من المشاريع وبادرني بالسؤال عن شهادتي او لم يكتمل عمل بسبب ذلك، الأمر كله يتعلق بالحديث عن ما أنجزته وما أحاول إنجازه لا شئ خلاف ذلك -كانت رسالة للمهوسون بالشهادات-.
ولكن رغم كلماتي السابقة عن ما يميز تلك الصناعة المستقلة هل هي حقاً أصبحت تجذبني بنفس ذات القدر الذي بدت عليه سابقاً بالنسبة لي أم أنها كابوساً احاول أن أتخلص منه في بعض الأحيان؟ هذا ما سأتحدث عنه في المشهد الثاني.​​​​​​​
ديسمبر۲۰۲۰
Back to Top