اكتئاب

يظن أحدهم في بعض الأحيان أن حل عقدة الأمر يتمثل في عبارة تدعوك (بالروقان) وكأن جسدك كان في انتظار تلك الجملة كي يستفيق من علته، في الحقيقة الاكتئاب ليس مجرد شعوراً عادياً يتم الحديث عنه على سبيل الدعابة، تخيل أنك تشعر بالجوع المستمر وترفض معدتك وعقلك كل محاولات الاقناع للشعور بالشبع، الاكتئاب شعور يستمر لأيام وأسابيع وأشهر طويلة وتشعر خلال تلك الفترة أنك في صراع خاسر ورغم ذلك أنت مجبراً على المضي فيه.
لقد أصبح مشهداً متكرراً أن تشعر بثقلٍ هائلٍ فقط لأن هاتفك يعلن اتصال أحدهم أو أن شخصاً قد أرسل لك رسالة، الأمر لا يتعلق مطلقاً بمدى تقبلك للشخص من عدمه ولكن الأمر يتعلق بعدم القدرة على اتخاذ أي خطوة نحو أي شئ حتى وان بدا بسيطاً للآخرين، في لحظة تشعر فقط أنك لا تريد فعل أي شئ ظاهرياً لانك بالفعل تفعل الكثير داخل عقلك الذي لا يتوقف عن الأنين وكأنه طفلاً مزعجاً، كل ما تريده فقط في تلك الأثناء أن يمتد جسدك لساعات طويلة بين النوم المفرط وبين الأرق المفرط وكلاهما يعبران عن مدى تغول هذا الاكتئاب في الذهن.
نظراً لأن هذه الإضطرابات تراودني مراراً وتكراراً ومن خلال إحدى الاختبارات والمقالات الموجودة عبر الإنترنت والتي تساعدك على التشخيص المبدئي لمعرفة حقيقة شعورك بالاكتئاب من خلال بعض النقاط التي تتعلق باضطرابات المشاعر/النوم/الأكل/التواصل مع الآخرين وصولاً للرغبة في إيذاء النفس تأكد لي أن هذه الاكتئاب يتمكن مني مراراً وتكراراً وكأنني مسكناً أمناً له.
بالنسبة لي هناك فارق بين الكآبة والاكتئاب فلا يمكن أن يعرف البعض الاكتئاب على أنه شعور عابر بالحزن نابع من كون الشخص غير متفائل، في النهاية كل ما أتمناه أن نقدر جيداً ما يمر به من أصابهم الاكتئاب وأن نعي جيداً أن الأمر ليس فقط مزاجياً وأن الكلمة التي تخرج منا تجاه من يمرون بهذا الشعور يجب أن تكون كلمة سوية لا تشير إلى دعماً واهتماماً مزيفاً يشعر صاحبه بالعجز وأن لا تكون كلمات سخيفة تقلل من قدر هذا الشعور.
مارس ۲۰۲۱
Back to Top