بلا سكر

توقفت منذ عدة عدة أشهر لا أعلم تعدادها عن تناول السكر في المشروبات أو تناول معلبات بها سكر أو تناول الحلوى لقد توقفت عن كل شئ لا يوجد في طبيعته السكر.
ولكن من منظور آخر:
الحياة بلا سكر تجعلك تفقد الكثير من الزيف الذي يعطي الأشياء حلاوة مزيفة، الحياة بلا سكر تجعلك تدرك أن أقرب الناس إليك ليس هذا القريب الذي على بعد أمتار منك ولكنه هذا البعيد الذي لا تراه ولكنه يراك جيداً، الحياة بلا سكر منحتني إدراك حقيقة كلمة (استغلال) أن يراك البعض على هيئة صندوق به بعضاً من الأفكار تارة وبه أراء تارة وبه نقود وبه أراء سلبية تخدم مشاعرهم تارة آخرى؛ الجميع يراك كما يحتاجك.
الحياة بلا سكر جعلتني أدرك أن تلك الأحلام العظيمة التي يسردها الحالمين لبعضهم البعض على المقاهي ما هي إلا مسكنات وهمية لا تؤتي ثمارها ولكن على العكس تنتهي بالكثير من الإخفاقات والفشل الذي كنت بمنأى عنه.
الحياة بلا سكر جعلتني أدرك أن تلك الحبيبة ليست داراً لتسكن إليه روحي ولكنها مجرد مشاعر متروكة على المشاع في لحظات النشوة والإحتياج، الحياة بلا سكر جعلتني واقعي أكثر من اللازم.
حين سألني أحدهم عن حلمي، قولت له “ميتة هنية” هذا الحلم هو الحلم الأكثر واقعية الآن فلا يوجد مجال أن أسرد لك الكثير من الأحلام التي سأنتهي من تعدادها ثم أهرب إلى غرفتي اللعينة هارباً من العالم بأسره.
الحياة بلا سكر جعلتني أرى الناس كما لا كنت أراهم من قبل، الامر أشبه بوجودك في فيلم روائي عن “الزومبي” الناس وجوهها مخيفة أكثر من اللازم وكذالك نفوسهم، الجميع يحاول أن يضمك إلى حظيرته أحدهم يزين لك طريق التدين الذي يتبعه بلا عقل فيرى الله في عيون شيخه، والآخر يزين لك طريق التجربة الملئ بالتيه من منطلق الحرية؛ هم عبارة عن مسخ تشكلهم أهوائهم، الحياة بلا سكر جعلتني أرى حقيقة من يمدحوني زيفاً على إنجازاتي الصغيرة وكأنها إنجاز عظيم لم يقم به احد قط.
الحياة بلا سكر جعلتني أرى.
مايو ۲۰۱٨

FIND OUT MORE

Back to Top