محاولات
"ما تيجي نقدم كمال أجسام" مازلت عبارة محمد هنيدي الشهيرة في أذاني أتذكرها من حين لآخر معتبراً أنها الحل السحري لكافة المشكلات التي من الممكن أن تطرأ على حياة الإنسان في هذه الحياة، ولعل العبرة ليست في الحل ذاته ولكن في طريقة إدارة الأزمات التي نتعثر فيها واحدة تلو الأخرى، ربما كان من الممكن أن يطرح حلاً يتناسب مع المشكلة ذاتها ولكن بعيداً عن الجانب الكوميدي لهذا الطرح، أظن أن الناجيين من هذه الحياة هم من يتعاملون معها على نفس هذا المنوال.
أين الحل؟ سؤالاً -يضاجع- عقلي دائماً ثم ينتهي بي الحال عند نقطة اللاشيء حيث لا يوجد حل وأيضاً لا توجد مشكلة لانها تاهت بتعاقب المشكلات؛ لذلك يمكننا البدء من نقطة الصفر للبحث عن حل للمشكلة الجديدة، في بعض الأوقات -بعيداً عن الجانب النفسي الذي يدفع المرء إلى تحمل مسؤولية كوارث كان مجرد ضحية فيها-؛ أجد أن تلك المشكلات ليست ذات أهمية لأنها مهما بلغت من الصعوبة ستفنى إما بزوال علتها أو بزوال جسدي، ولكن ربما طفولتنا كارثية المنطق جعلتنا نعتبر أنفسنا دائماً في ورطة.
هذا القلق المستمر ربما يكون منطقياً في كثيراً من الأحيان ولكن في بعض الأحيان الأخرى يكون بلا مبرر؛ فقط شعوراً لصيقاً بي يخبرني دائما أن الأمور ليست مستقرة وأن كل ما هو اتً سيكون أسوء مما مضى وكأن عقلي صار إله يجيد معرفة القدر الذي وضعه، دائماً يكتب أبناء كل جيل أن جيلهم لم يكن الأكثر حظاً في هذه الحياة حتى صار هذا التصنيف لصيقاً بكافة الأجيال وكأننا نسلم بعضنا البعض كافة الهزائم والإحباطات وكأن الحياة -ضحكت علينا- تسافر بنا بين دروب القسوة.
الحزن لا يليق بي كما لا يليق بي الفرح، شعوراً مُربكاً أن تجد نفسك فجاةً خارج التصنيف، كافة الدروب لا تعبر عن ما تريد المضي فيه، وكافة من يقفون إلى جانبك يشعرون بالغرابة منك بينما تملؤك الغربة، في بعض الأحيان اختلافك لا يسعدك ولا يشعرك بالتميز هو فقط ينتكس بك ليذكرك دوماً بكم الوحدة التي أنت بها.
مايو ٢٠٢٢