خمول

:الفصل الأول
فجأة تذهب لممارسة شئ لم تعتاد عليه “كرة القدم” وفجأة تُصاب وتشعر كأنك فقدت قدماك ثم يعود الإحساس بها تدريجياً لتكتشف أن ثمة عضو صغير قد يُصيبك بالألم وكأن جسدك بأكمله مُصاب.
بعد الأشاعات خيرني الطبيب وكأنني طفله الرضيع بين الجبس أو الراحة في البيت فكان من المنطقي أن أختار نصف الحرية وهي الراحة وتناول بعض العقاقير؛ استمر هذا الحال أسبوع خطت فيه أقدامي خطوات قليلة في الطرقات والألم لا يضيع ثم بعدها يكرر أحد الأطباء نفس الكلام وأن الجبيرة خطوة غير مهمة كثيراً؛ ثم يتبع هذا الأسبوع أسبوعين في راحة تامة لا أترك المنزل وأتكئ على عكاز يرافقني في التنقل بين حوائط المنزل ولكن لا شئ يتغير وكأن الألم اتخذ من قدمي مسكناً له؛ بعد ثلاثة أسابيع قمت بزيارة طبيب آخر وبعد الكشف أخبرني أن الجبيرة كانت شيئاً ضرورياً في حالتي وبالتأكيد عدم وضعها خلال تلك الفترة المنصرمة ووضع رجلي على الأرض ازادد الأمر سوءاً وهذا الشئ أصابني بالإحباط كثيراً لأن هؤلاء الأطباء لم يقوموا بعلاجي بشكل جيد؛ وأخبرني هذا الطبيب أن علي عمل أشعة رنين مغناطيسي على قدمي لأنها هي السبيل الوحيد لمعرفة ما يحدث داخل قدمي خصوصاً أنني اُعاني من ألم في منطقة يحدث بها قرحة في بعض الأحيان؛ توجهت لحجز تلك الأشعة ومن ثم توجهت في الموعد المقرر لي.
وفي إحدى الغرف المضيئة تركت هويتي وهاتفي المحمول وكل الأشياء المتعلقة بي؛ امتد جسدي على سرير إحدى الأجهزة التي تشبه التابوت ومن ثم سألني الطبيب عن أكثر الأماكن ألمً في قدمي وبدأ في تقييد قدمي وكأنه أمسك بمتهم هارب؛ ووضع ثقل فوق قدماي ليعيق أي محاولة مني للحركة ومن ثم نصحني بعدم الحركة طوال تلك المدة والتي ستزيد عن النصف ساعة وأن حركتي تعني زيادة هذا الوقت؛ أعطاني شئ في يدي أضغط عليه في حالة شعوري بالتعب الشديد ومن ثم وضع على اذني شئ ليمنع عني الضوضاء التي سأقبل عليها؛ اغلق المصابيح وترك لي ضوء خافت استدل منه أنني على قيد الحياة؛ تركني وحدي وتحرك الجهاز بي للأمام لتدخل قدمي إلى هذا التابوت بينما النصف العلوي من جسدي خارج هذا التابوت، بدأ الضجيج بدأ وكأنه على يقين أنني لن اقاومه؛ كنت أتمنى كثيراً لو أن الأحساس يترك جسدي ويرحل إلى أحد الأماكن المليئة بالسكون ثم يعود لاحقاً؛ لا شئ يتغير الضجيج لا يتوقف والوقت كأنه سيدة مسنة غير قادرة على المشي؛ يختفي الصوت ويعود لي الأمل أن هذا الشئ اللعين سيتوقف ثم يعود مرة أخرى ليصفعني على اذني ويذكرني أنني لست صاحب القرار في تلك الغرفة؛ يدي ممسكة بهذا الشئ الذي أعطاه لي لأستخدمه في حالة شعوري بالتعب الشديد افكر كثيراً في الضغط عليه أثناء صعوبتي في أخذ أنفاسي خوفاً وضيقاً ولكن ثمة شئ من عند الله يلهمني الصبر ويخبرني أنه لن يتركني، كل الأحداث تتكرر طوال تلك الفترة حتى انقطع الضجيج وعاد النور للغرفة ورفع عن قدمي هذا الثقل الذي يمنعني من الحركة وفك قدماي لتعود لهم الحرية مرة آخرى.
في اليوم التالي تلقيت اتصالاً أصابني بالخوف فليس من المعتاد أن أتلقى اتصالاً من مركز للأشعة؛ ولكن بعد ذلك علمت انه اجراء طبيعي ومن المفترض أذهب مرة أخرى لعمل أشعة تكميلية ستساهمم في كتابة التقرير عن حالتي؛ مرت تلك الأشعة بسلام في غرفة أخرى مضيئة وبها تكييف ووقت يمر سريعاً وينتهي الأمر بعد اقل من ٥ دقائق، رحلت وبعد أيام قليلة استلمت الأشعة وذهبت إلى الطبيب والذي لم أسرد حكاية عيادته سابقاً.
فعيادة الطبيب عبارة عن غرفة صغيرة مليئة بكبار السن وأصحاب المعاشات والذين لا يتوقفون عن الحديث في كافة الأمور حتى وصل الأمر أن أحدهم أخذ يفحص الأشعة الخاصة بمريض آخر متناسياً أننا بالفعل نجلس في عيادة دكتور؛ وظل يحلل له إصابته بناءاً على ما يصفه له من أوجاع ونصحه بتناول احد الأدوية ولكن يبدو أن ثمة شئ أعاد له عقله فقال “ياعم احنا دلوقتي داخلين للدكتور هو يقولنا الأشعة فيها ايه بلاش نفتي” والآخر الذي ظل يتحدث عن أوجاعه ومعاناته وأنه يسير بالعكاز طوال الوقت قائلاً “والله علطول مش بمشي غير بعكاز زي اللي في ايد الباشمهندس” مُشيراً إلى، لا ينقذني من تلك الأحاديث المزعجة سوى سماع اسمي للدخول إلى الدكتور والذي بدوره فحص الأشعة الخاصة بي ليخبرني أن قدمي تحتاج إلى جبيرة لمدة شهر وذلك بسبب: ارتشاح في إحدى العظام .. وتمزق الأربطة الشديد؛ بالإضافة لذلك غير مسموح لي بوضع أقدامي على الأرض حتى ينتهي هذا الشهر؛ وعلي أن أتناول “أسبرين” ليزيد من سيولة الدم حتى لا أتعرض لجلطة نظراً لأنني لن أتحرك كثيراً برغم أنه احتمال ضعيف لكوني صغير في السن ووزني ليس كبير ولست مُدخن؛ ولكن القدر كان له الكلمة الأعلى فأنا لدي حساسية من بعض الأدوية منها “الأسبرين” فكان البديل ان اخذ ۳٠ حقنة تحت الجلد وهو البديل الأسوأ على الإطلاق.
رحلت من عند الدكتور متجهاً إلى مستشفى لوضع الجبيرة وقدمي كانت تلفظ لحظاتها الأخيرة في الحرية، وفي إحدى المستشفيات اللعينة يرفض أحدهم وضع الجبيرة لي وعلي الانتظار حتى ينتهي الطبيب من الكشف على جميع المرضى ومن ثم يكشف على قدمي من جديد؛ رحلت من تلك المستشفى إلى مستشفى أخرى أصغر على مستوى الحجم والإمكانيات فأنا لا أحتاج أكثر من طبيب يقوم بوضع تلك الجبيرة على قدمي؛ وبالفعل بدأ أحدهم في وضع الجبيرة على قدمي بشكله الابيض القديم في مشهد عبثي لا يمكن وصفه؛ فالجبس يبدو أنه فاسد ورطب وبالتالي أصبح يتشقق بسهولة ومساعد الطبيب يقف في مشهد هزلي يضع قطرات من الماء على الجبس ويخرج أنفاسه لينفخ في محاولة منه لمساعدة الجبس على الالتئام بشكل سريع وكأنه طفل في الروضة يساعد معلمته في لصق الأوراق بالصمغ؛ لم يستمر هذا المشهد العبثي كثيراً وقررت الرحيل بهذه الجبيرة اللعينة واهماً نفسي ان كل شئ سيكون على ما يرام.
مرت ساعات والجبس لا يعيق رجلي أن تتحرك ولا تصيبه الصلابة ويتفتت وفي تلك المواقف لا تحتاج لأكثر من شخص يشاركك أفعالك المختلة؛ فأنا قررت نزع الجبس عن قدمي مُستعيناً بـ أختي، وعلى نفس طريقة هذا المساعد المختل للدكتور الذي تعامل مع الجيس كأنه ورقة قررت أن أستخدم أحد المقصات الحادة والسكين لنزع الجبس عن قدمي؛ الأمر لم يستمر كثيراً ونجحنا في تخليص قدمي من هذا القيد اللعين مؤكداً لوالدي الذي علم بعد ساعات من نزع هذا الجبس أن عقلي بالفعل تقبع به أفكار وأفعال مختلة.
لم تستمر الحرية كثيراً وتوجهت في صباح اليوم التالي إلى مستشفى آخر ليفحص الطبيب الأشعة مؤكداً على كلام الطبيب مُضيفاً لي سقم آخر وهو بداية شرخ في قدمي، شرع في وضع الجبيرة -الجبس الأزرق الأكثر حداثة- وانتهى الأمر سريعاً بدون ألم نظراً لمهارته ونصحني بالاكتفاء بأخد ١٥ حقنة فقط.
وعلى غرار العروس التي تستعد لتجهيز نفسها للمرحلة المقبلة من حياتها أنا أيضاً استعديت للمرحلة المقبلة واشتريت عكازين مودعاً عكازي الأوحد والذي أعانني في الفترة المنصرمة.
وفي وهلة تقدم بي العمر وأصبحت مثل هذا الكهل الغير قادر على مساعدة ذاته والجميع يبادر كي يساعده ليخطو خطواته فلا يوجود أكثر مرارة من عدم قدرتك على مساعدة ذاتك؛ وأن تحتاج إلى من يقوم على خدمتك طوال الوقت، وما بين آلام الجبس وآلام الحقنة وتناول العقاقير تنقضي الأيام واحداً تلو الآخر وجسدي مُصاب بالخمول والملل وحركتي من السرير إلى الحمام تجعلني أشعر أنني خطوت مئات الامتار وأجلس بعدها لألتقط أنفساي.
تخطيت الخمسة عشر يوماً الأولى والخمسة عشر حقنة وهذا كان أول انجازاً لي في تلك الفترة ففكرة أن يدخل شيئاً تحت جلدي كل يوم في موعد محدد لا يتغير ليصيبني بالألم كانت من أسوأ الأشياء على الإطلاق.
الأن أكتب وقد تخطيت الثلاثة أسابيع محاولاً أن انسى كل ما لحق بي من أذى نفسي طوال تلك الفترة بسبب عدم الحركة وعدم طمس قدمي اليمنى للأرض منذ ثلاثة أسابيع وتحمل قدمي اليسرى عبء تحمل جسدي الممل وحدها وكذلك عيني التي لم ترى شكل الشوارع سوى من خلف الشبابيك، ورؤية الحوائط فقط هي المشهد المُعتاد في كل يوم، أتمنى أن أستكمل كتابة هذا الكلام بوضع نهاية سعيدة لتلك القصة بعد نزع الجبس وأن يزول الألم بلا رجعة فلا أتمنى أن أدخل في دوامة أخرى من العلاج.
أنا لستُ مصاباً بمرض نادر او مرض علاجه غير موجود فمرضي أقل وطأة من أشخاص كثيرين أتمنى أن نذكرهم في دعائنا فالمصاب يكون أكبر على من هم أكثر مرضاً وأكثر فقراً وأقل حيلة.
 هناك أشخاص كثيرين وبالتأكيد على رأسهم أفراد أسرتي لهم الفضل بعد الله في مساعدتي في تخطي تلك الأيام فأشكرهم وبشدة على هذا واترك دعائي لهم بيني وبين خالقي.
١ يونيو ٢٠١٧ تاريخ الانتهاء من كتابة الفصل الأول من هذا النص.
:الفصل الثاني
بعد إنقضاء مدة الجبس كان شعوري أشبه بمسجون انتهت فترة سجنه وحانت اللحظة كي يخرج للعالم من جديد، شهر لم أرى فيه الطرقات، شهر من الانهزام الجسدي والنفسي، شهر من تناول العقاقير وفقدان الشهية، ذهبت إلى المستشفى لنزع الجبيرة عن قدمي وكعادتي أخاف كثيراً من هذا المكان وكل ما يحيط به، بدأ الطبيب في نزع الجبيرة وأنا لا أنظر إليه حتى ينتهي من هذا الشئ، توقف الصوت وشعرت لأول مرة بالهواء يلمس قدمي ومن ثم بدأت انظر إليها، النظرة الاولى كانت مرعبة فلونها الداكن وشكلها الذي يشبه كثيراً أجساد من يعيشون في المجاعات ومن ثم تموت أجسادهم كل تلك الأشياء جعلتني أنزعج،مازال هناك ألم وكانت كلمات الطبيب أن تلك اللحظة لا تعتبر نهاية هذا الشئ فما زال أمامي أشهر عدة من العلاج الطبيعي وقد تستمر أعراض ما حدث إلى فترة قد تصل إلى ستة أشهر، في البداية عندما وضعت قدمي على الأرض لم يستوعب عقلي هذا الشئ وفقدت القدرة على المشي؛ فلم يكن لي سوى العكاز رفيق دربي، خرجت من المستشفى إلى عيادة الطبيب الذي بدأ معي رحلة هذا العلاج، قدمي تؤلمني بشدة ومظهرها النحيف يؤلم كل من يراها؛ ففي داخل تلك البناية التي توجد بها عيادة الطبيب استقبلني حارس العقار بكرسي بدون طلب مني، وأسرع إلى غرفته ليأتي بحذائه محاولاً اقناعي انا أرتديه ولم يكن يعلم أنني عاجز عن وضع قدمي داخل أي حذاء.
طالت ساعات انتظار الطبيب حتى حان موعد الدخول إليه ومن ثم شرع في سؤالي عن ما حدث خلال الشهر المنصرم وبدأ في الكشف على قدمي التي مازلت تؤلمني مما دفعه لأن يبدأ حديثاً مزعجاً مفاده أنني يجب أن أخضع إلى عملية جراحية يقومون فيها بعمل بضعة فتحات في العظمة حتى يقومون بتفريغها من المياه التي تتواجد بداخلها والتي لم يفلح الجبس وعدم الحركة في إيقافها، كان الكلام مزعج وطريقته الفجة والمباشرة جعلتني أشعر أن ما يحدث معي لا نهاية له.
خرجت من عيادة الطبيب وأنا مهزوم وغير قادر على المشي ولا أعلم ماهي الخطوة القادمة، عدت إلى المنزل أنا وساقي النحيفة وعكازي، وكان القرار حينها أن نلجئ إلى طبيب آخر لعله يضع طريقاً واضحاً لنهاية هذا الألم، وبالفعل ذهبت إلى طبيب آخر وبدأت أحكي له تلك الحكاية الطويلة وهو يطلع على الإشاعات وإذا به يطلب مني المشي، وقفت على قدمي ولم أستطع المشي مما أصاب الدكتور بالدهشة مما فعلوه الأطباء تجاه قدمي، فعلى حسب كلامه: من يتعرضون لمثل ما تعرضت له وتصل حالتهم إلى حد يحتاجون فيه إلى جبيرة ينصحهم بالمشي على قدمهم بالجبيرة، وأخبرني أن عدم المشي نهائياً خلال تلك المدة الطويلة سبب لي مضاعفات، ثم طلب مني البدء في العلاج الطبيعي فهو المرحلة التي يجب أن أنتقل إليها بالإضافة إلى تناول بعض العقاقير التي كان يدفعني أحد أصنافها إلى الخمول والنوم لساعات طويلة.
بدأت رحلة العلاج الطبيعي بعد معرفة طبيب العلاج الطبيعي بكافة ما أحتاج إليه والذي طلب مني أن أخرج من غرفته مستخدماً عكاز واحداً فقط محاولاً أن يجعلني أن أتخطى هذا الانهزام الجسدي والنفسي، رحلة طويلة من العلاج الطبيعي امتدت لعدة أشهر أذهب فيها ثلاثة مرات إسبوعياً بشكل روتيني أستخدم نفس الأجهزة على رأسهم ذلك الجهاز المزعج الذي يبث شحنة بسيطة من الكهرباء إلى قدمي وكأنني متهم يجلس على كرسي الاعتراف، واُمارس أيضاً بعض التمارين، حدث تحسن طفيف إلى أن أصبح العكاز مجرد أداة شكلية أستخدمها كي لا يدهسني المارة المتسرعين.
ومن ثم طلب مني دكتور العظام إنهاء العلاج الطبيعي وإجراء التمارين الرياضية بالچيم وبعد عدة أشهر اختفت الكثير من الألم وتبقى لي فقط ذلك الألم الذي ينتج عن فترات المشي أو الوقوف الطويلة.
رحلة طويلة تخلل إليها الكثير من الأشياء المريرة مثل تعب المعدة الذي لحق بي بس بسبب أدوية العظام، وكثرة التقيؤ الذي جعلني أقضي أحد أيام العيد في إستقبال إحدى المستشفيات ليجري على الأطباء بعضاً من الفحوصات والتحاليل، وإنعدام الرغبة في تناول الأكل مما انقص من وزني الكثير، وأول ليلة في الجبس وأنت تحاول الحصول على وضعية مريحة لتقضي ساعات النوم، ومرارة وعجز أول مرة وأنت تحاول قضاء حاجتك والبعض يعرض عليك مرافقتك ليساعدك، الكثير والكثير من الأشياء حدثت في تلك التجربة التي غيرت كثيراً في شخصيتي وجعلتني أنظر للحياة بشكل مختلف؛ جعلتني أعلم أن ثمة أشياء قد تحدث فجأة وتغير تماماً من مسار حياتك وخطتك حول المستقبل، جعلتني اُدرك أهمية نعمة الصحة وأهمية هذا الجسد بكل ما فيه، جعلتني أتيقن أن جميع من يلتفون حولك في أوقات اللهو والعبث لن يصمدوا بجوارك في وقت شدتك، جعلتني أتيقن أن بعض الناس حين ينظرون إلى لا يرون في عيوني سوى إنعكاساً لأنفسهم ومن ثم يتعاملون معي بمنتهى الأنانية فقط حريصين على مصالحهم، جعلتني أرى جانباً انسانياً في بعض من لا يعرفونني وشاهدوني بالعكاز في الطرقات وحرصوا على إفساح الطريق لي و مساعدتي كي أخطوا خطواتي ، او حتى ساعدوني بالدعاء لي، جعلتني اُدرك قيمة أن تكون طبيب صاحب ضمير وكفاءة وأن لا تكون مجرد طبيب يرى مرضاه على هيئة عملات، جعلتني أبحث عن من سيفتقدونني حقاً حينما يفارق جسدي هذا العالم، تلك التجربة البسيطة في عيون الناس غيرت في شخصيتي كثيراً، أختم هذا النص الذي حاولت فيه توثيق تجربتي بمشهد حدث معي بغرابة شديدة في أخر مراحل العلاج وأنا أسير في الشارع ودار بيني وبين أحد المارة كبار السن والذي نطق كلامته القليلة في مدتها والعظيمة في بلاغتها دون أن يقف ويتحدث إلى فقط قال كلامته وهو يسير.
يا ابني كلنا بنتكسر، أهم حاجة نفسك متتكسرش
-
اتكسرت يا حج
علشان انت خايب​​​​​​​


يونيو ۲۰۱٧
Back to Top