عكازي والجمادات
منذ عام حين اُصبت كان عكازي هما خير رفيقين لي في هذه الحياة، المشهد الذي اختفى منه الكثيرون ولكن ظل عكازي على مقربة مني لا يهم متى سنسير ولا إلى أين كل ما يهم هو أن يكونا خير سند لي.
البشر مليئة قلوبهم وأنفسهم بالمصائب والأحزان والانشغالات والأنانية، فلا تظن أن قربك من أحد في تلك اللحظات التي يملؤها اللهو سينعكس على احتياجك الحقيقي، وتلك الاعتبارات الجغرافية التي يظن البشر أنها تعيق تواجدهم هي ليست حقيقة ولكنها خير مبرر للاختفاء من المشهد.
حينما أتخيل نفسي في عالم موازي؛ أتخيله بكافة العناصر الموجود في هذه الحياة، أتخيل نفسي في كوخي الصغير أمام هذا الحقل الملئ بالسكون، أتخيل نفسي في خيمة وسط الصحراء يرافقني جمل ممن يمتلكون تلك الصحراء، أتخيل نفسي في خيمة تطل على هذا الشاطئ المتسارعة أمواجه، لقد تخيلت نفسي في الكثير من الأماكن التي أراها جميلة في الواقع ولكن يخلوا من كافة تلك الأماكن البشر، وكأن مخيلتي لديها قناعة أنهم هم من أفسدوا هذا العالم الجميل.
أتمنى لو حلت علي معجزة من معجزات الإله كي أتحدث إلى الجمادات والكائنات الحية غير البشر ونستطيع التواصل مع بعضنا البعض، أود كثيراً أن أتحدث إلى تلك الشجرة الجميلة التي مازالت صامدة تحاول إحياء الجمال برغم ما حولها من قمامة، أود أن أشكر تلك الزهرة الجميلة التي اُقتطفت صديقاتها من قبل هؤلاء العشاق المزيفين ولكنها مازالت صامدة ورغم قلة الماء تحاول أن تزين العالم، أود أن أشكر هذا المانيكان الذي يخدع به الباعة الكثير من المشترين فهو وحده من يزين تلك الملابس التي يتكرر تغييرها على جسده، أود بالتأكيد أن أشكر عكازي على الشهور العديدة التي وقفا فيها بجانبي.
إن تلك الجمادات والكائنات الحية هي التي تحاول أن تحافظ على الجمال واستمراريته في هذا العالم، هم من نلجأ إليهم حين تسرح عينانا في باقة من الزهور أو في جبال الصحاري، هم من يعيدون أرواحنا مرة آخرى إلى الحياة بعد أن يُذهبوا تلك الغصة عن قلوبنا.
يونيو ۲۰۱٨