رسالة إلى حبيبتي
​​​​
كيف حالك؟
أردت كثيراً أن اضمك حتى يحتل جسدك ضلوعي؛ ولكني سريعاً تذكرت أن أشياء كثيرة في هذا العالم ستفرق بيننا؛ لذا قررت أن أحتضن وحدتي واهرب مسرعاً إلى النوم لساعات طويلة.
هل تتذكرين حماسي تجاه الصور التي أرسلتيها إلي عبر البريد وظلت لأسابيع طويلة عالقة بين المسافات اللعينة التي توجد بيننا ؟ أتذكر حينها كيف تشاجرت مع رجل البريد الذي مل من كثرة سؤالي عن جوابك حتى كدت افترش الأرض أمام مصلحة البريد منتظراً جوابك؛ لقد منعت نفسي عن النظر إلى تلك الصور على مدار هذا الاسبوع؛ كنت أشعر أنني مدمن يحاول أن يتخلص من الإدمان؛ ولكن الشعور بالتيه تمكن مني منذ توقفي عن النظر لعيناكي.
كنت محظوظاً على مدار ثلاثة أعوام وستة أشهر ويومين ونحن نتبادل الخطابات؛ ولكن يبدوا أن اليأس تمكن مني وأشعر أنني على مقربة من الموت لذا قررت الرحيل بعيداً عنكِ، لقد كنت غبياً حين قابلتك أثناء سفري وظننت أننا قادرين على قتل تلك المسافات بعد عودتي مضطراً إلى الوطن؛ ففي واقع الأمر المسافات هي من تقتلني في كل ليلة وتذكرني أنني مجرد عاشق عاجز لا يقدر على شئ.
يبدو أنكِ كنتي محقة حين أخبرتيني أنك تمتلكين من الحظ القليل؛ فتعلق قلبك بشخص مثلي هو دلالة على قلة حظك، أنا من جماعة التائهين العالقين بين السماء والأرض الذين يتمنون كثيراً أن تنتهي بهم الحياة سريعاً؛ أنا شخص بلا ماضي وبلا مستقبل؛ فقط أتعامل مع كل صباح يوم جديد على أنه هو حياتي بأكملها؛ ففي صباح يوم سأكون هذا الشخص الحالم وفي مسائه سأكون ذاك البائس؛ يوم أتيقن أنني من صنع الإله الخالق ويوم أشعر أنني تكونت من تجمع بعض القمامة التي شكلت جسدي؛ أنا نصف عاشق ونصف عاجز؛ أنا شخص مشاعره بلا هوية.
لا أريد لزهرة بهذا القدر من الجمال مثلك أن تنبت في حقلي المصاب بالجفاف؛ ولا أريد أن نعيش على أمل سقوط المطر الذي قد لا يأتي؛ سأفتقدك كثيراً يا دليل التائهين وسأظل أتذكر تلك المرة التي قابلتك فيها وشعرت أنني ولأول مرة اعرف ماهية الأشياء في هذا العالم.
يوليو ۲۰۱٧

FIND OUT MORE

Back to Top