صراع
مع من نتصارع؟
سؤالاً أصبحت لا أملك له إجابة واضحة؛ ربما بسبب كثرة الصراعات وربما بسبب ضبابية المشهد الذي جعلني غير قادراً على رؤية الأشياء بشكلٍ صحيح.
سؤالاً أصبحت لا أملك له إجابة واضحة؛ ربما بسبب كثرة الصراعات وربما بسبب ضبابية المشهد الذي جعلني غير قادراً على رؤية الأشياء بشكلٍ صحيح.
هل نحن في صراع مع تلك الأنظمة التي تدخلنا في هذه الحياة بورقة وتخرجنا منها بورقة؛ وبين تلك اللحظتين يلزمك تصريح كي تفكر في فعل أي شئ؛ ربما لو كنت دمية لكانت حياتي أيسر من تلك. أم نحن في صراع مع تلك المؤسسات اللاثقافية والتي مازال يتحكم فيها أبناء القرن الماضي وكأن أحداً قد أقسم عليهم أن لا يجلسوا في المقاعد الخلفية ليشاهدوا شباب تلك المرحلة.
ربما الصراع الأكبر والحقيقي هو الذي نخوضه معنا؛ لقد أصبحنا نسقط بعضنا البعض في قاع الفشل ربما بسبب تبلدنا أو عدم شعورنا الحقيقي بالمسؤولية تجاه أفعالنا، أو ربما نظن جهلاً أننا في منافسة فمن الأفضل أن لا ينجح أحداً وكأنه سينقص شيئاً من نجاح الآخر، أشعر أننا أصبحنا كهلة رغم صغر سننا؛ انتصر الخوف من المستقبل والخوف على لقمة العيش على كل شئ فأصبحنا نخشى الخروج عن المألوف، نحن أبناء الكتالوج الواحد والمصائر غير متعددة، لقد أصبحت محاولة الخروج عن هذا الكتالوج هي فعل من الأفعال الوقحة التي علينا أن نتبرأ منها.
لقد سئمت التبريرات الوهمية التي أضعها حاجزاً لي ويضعها الآخرون حاجزاً يفصل بيني وبينهم، أظن أن علي أن أمتلك قرارت واضحة تجاه ما اريده وأن أتوقف عن تلك الخطط الوهمية التي أتحمس لها طيشاً بلا دلائل تقول أنها ستنجح، علي أن أتوقف عن تلك التوقعات التي تطرحني أرضاً؛ فلقد أيقنت أنني ضحية توقعاتي التي تصعد بي عنان السماء. كالعادة انحرف مني مسار الحديث ونسيت أنني أكتب عن الصراعات، أظن أنني تطرقت للصراع الحقيقي وهو صراعي مع عقلي الذي لا يتوقف عن مداهمتي طوال الوقت ويجبرني على السير في دروب أردتها في طي النسيان.
هل يمكنني أن أكف عن الشكوى؟
ديسمبر ٢٠١٩هل يمكنني أن أكف عن الشكوى؟