مرض

أنا اُعاني من حساسية لبعض المواد الفعالة في الكثير من الأدوية، وخلال الأعوام السابقة كنت أسعى جاهداً لتجنب التعرض لتلك الحساسية، ولكن في كل مرة أحتاج لتناول الأدوية أقوم بتنبيه الدكتور ثم الصيدلي مراراً وتكراراً وبالرغم من ذلك أتعرض لتلك الحساسية والتي تكون في كثير من الأحيان بسبب استهانة البعض بالفكرة ظناً منه أنها مجرد حساسية سهلة ستنتهي سريعاً؛ ولكن الأمر عكس ذلك ويصل في بعض المرات لصعوبة في التنفس أو عدم القدرة على أن أتمالك نفسي.
تعلمت من تلك الحساسية أن أتجنب تناول الأدوية إلا عند الضرورة القصوى لهذا السبب أترك نفسي لنزلات البرد حتى تقضي فترة صراعها مع مناعتي ثم ترحل عني وكذلك أتجنب المضادات الحيوية وهذا عكس ما أراه من الجميع في الإسراع لتناول الأدوية مع أبسط شعور بالألم؛ ربما لو لم أكن أعاني من تلك الحساسية لتناولت مثلهم نفس مقدار الأدوية!.
مع الأسف نحن نتعامل في كثير من المواقف بسخافة واستهانة مع أشياء تحتاج إلى الكثير من الحرص، وفي مقدمة تلك الأشياء الاستهانة بالمرض وبالصحة بشكل عام وهو أمر غير مفهوم بالمرة، ولاحظته كثيراً عندما توقفت عن استخدام السكر المكرر وتعليق الكثيرين الذي يمتلئ بالتناقض حيث يبدأ من نقطة “أه السكر ده بيقولوا عليه السم الأبيض” وصولاً إلى “مجتش يعني على كام معلقة السكر دول هي كده كده خربانة"، أنا لا أفهم منطق البعض في الإهمال بدافع أن ما قدر لنا سيأتي رغماً عنا وأظن أنها وسيلة بائسة كي نجمل من خلالها ما نفعله من سوء وكأننا نؤمن بالغباء.
المرض والفيروسات الحالية والمستقبلية هو واقع يحدث ونعيشه رغم تهويل البعض واستهانة البعض الأخر، وبرغم أن تلك الأشياء تسيطر عليها الضبابية مثل الكثير من الحوادث التي يمر بها هذا العالم ولا نمنح حق معرفة سوى ما يسمح لنا معرفته؛ يجب أن نكون أكثر عقلانية تجاه الأشياء التي تحدث على مدار اليوم الذي نعيشه، نحن بحاجة للتوعية بداية من نظافة أيدينا مروراً بعدم العطس والكحة في وجه بعضنا البعض وكأننا في منافسة لإمراض بعضنا البعض وصولاً لأي نصائح أخرى قد يقولها الأطباء، أظن أننا كباراً وصغاراً لما نتلقى القدر الكافي من التعليم والمعرفة بالأشياء البسيطة التي تتعلق بالنظافة لذلك نحن بحاجة إلى أن نتعلم من جديد كي نبقى سالمين.
في النهاية لدي سؤال هام؛ منذ عدة أسابيع كان البعض ينشر أخبار الصين وهو في غاية السعادة بسبب انتقام الرب من الصين؛ ترى هل ينتقم منك الرب الآن أم أن مصابك يوضع في خانة الابتلاءات بسبب رضا الرب عنك؟

مارس ۲۰۲۰

FIND OUT MORE

Back to Top