الصين
بينما يجلس مرتدياً احدى ملابسه المفضلة التي صنعت في الصين ويضع بجواره فنجان قهوته المصنوع كذلك في الصين؛ ويحمل بين يديه هاتفه المصنوع أيضاً في الصين بدأ ينشر عبارات تدعوا الجماهير لمقاطعة المنتجات الصينية؛ حينها هلل الجميع وقاموا بنشر تلك الدعوات من خلال هواتفهم .الصينية ثم انغمر الجميع في مشاهدة فيديوهات "تيك توك" الصيني وعلى وجوههم ابتسامة بلهاء
عذراً فلقد قررت للتو على غير العادة أن امارس الحماقة واعلق على أحداثاً جارية غير متاح لي معرفة كافة تفاصيلها، لم أعد أتفهم هذا الدعم المزيف الذي نمارسه تجاه أنفسنا وتجاه العالم، لقد أصبحنا ضحايا أهدافاً وخططاً وهمية نحاول السعي لها بينما نحن لانملك لها سبيلا، لماذا نتعامل مع مشاكلنا ومع مشاكل العالم من حولنا من منطلق كرتوني مبني على حلول العصا السحرية، لقد أصبحنا أصحاب احلام وهمية وليس أصحاب حقوق نحاول البحث عن طرق منطقية نحصل من خلالها على حقوقنا.
أتفهم كتابات البعض المنددة والتي يعتبرها وسيلته الوحيدة للتعبير عن رأيه ولكن ادعاء البطولة وإطلاق الدعوات الوهمية ظننا منا أننا ننصر بها من يقبعون داخل الهزائم هو شئ قبيح، أظن أننا في تلك الأيام أصبحنا فقط نحاول أن نرضي ضمائرنا حتى ولو عن طريق الزيف؛ هل أعطيت نفسك برهة لتفكر في تلك اللحظة التي تهاجم فيها مؤسس فيسبوك عبر فيسبوك؟ ألا تعتبر هذا خللاً أم أنه أمراً عادياً وأنا المختل في تلك المعادلة؟