صراع الأغبياء
في تلك المرحلة الحالية أصبحنا للأسف نتحكم بشكل أو بأخر في أقدار بعضنا البعض؛ صدفة غريبة بعض الشئ أن تتحول الأشياء المتعلقة بالمصائر لنصبح جزءاً منها لا بتقريرها ولكن بالمساهمة في حدوثها، في تلك المرحلة الغامضة التي نعيشها في هذا العالم أصبحنا نرى تلك المشاهد الخيالية التي أبدعها صناع الأفلام سابقاً لتصبح اليوم واقع حقيقي نعيشه.
أشعر أنني أحتاج في تلك المرحلة أن أتحدث ككهل يشكوى من مواقع التواصل الإجتماعي التي لا يعرف عنها شيئاً، أظن أننا على مدار الأعوام المنصرمة اعتدنا ممارسة السخافة وكأنها تصرف طبيعي يصدر عن شخص عاقل وسوي، لقد تحولت المزحة إلى شيئاً مستفزاً لانها ارتبطت بحياتنا وحياة غيرنا، بينما يصارع أحدهم الموت ويصارع أخر من أجل إنقاذه وقد لا يتمكن من هذا وبعدها يصاب هو بذاته كطبيب بالعدوى هناك أخرين يتعاملون مع المشهد بكوميديا سخيفة وهناك أخرين يشعرون أن الخروج من المنزل هو تجربة ممتعة وكأنهم يتحدون شيئاً لا نعرفه، الكثير من الفيديوهات التي رأيتها لم تكن مضحكة بالمرة؛ فقط رأيت فيها اُناس يتعمدون قتل غيرهم.
أبناء نظرية المؤامرة في صراعات دائمة الآن بداية من التحليل العميق حول من صنع المرض وفي أي معمل، وصولاً إلى تحليل غيرهم العميق حول عدم وجود المرض من الأساس وأنها مجرد خدعة -بالفعل سمعت أحدهم بتاريخ ١٨ مارس في المواصلات العامة بعد كل هؤلاء الموتى وهو يتحدث في هذا الأمر ليطرح بعدها سؤلاً يُسكت به الجميع، تعرف حد اتصاب؟، احنا بنسمع وبس- والتحليل الأخر حول وجود علاج بالفعل ولكنه غير معلن عنه، وتحليل أخر حول أن يوم القيامة قد اقترب، بينما يتفاعل هؤلاء مع بعضهم ومع الأخرين حول تلك النظريات والتحليلات العميقة؛ يفقد أخرين حياتهم.
الأمر لا يتعلق بمدى تقبل الموت والإيمان به لأننا في تلك المرة لا ننجو بأنفسنا فقط ولكننا ننقذ ملايين يعيشون حولنا، من وجهة نظري مهما كان هذا الإله الذي تتبعه أو لا تتبعه فلا يمكن أن يجتمع الإهمال والإيمان سوياً، ما معنى أن تتعمد قتل نفسك وقتل من حولك وتدعي أن هذا بدافع الثقة فيمن تعبده، لقد أصبحنا في صراع لقتل بعضنا البعض.
الأمر لا يتعلق بمدى تقبل الموت والإيمان به لأننا في تلك المرة لا ننجو بأنفسنا فقط ولكننا ننقذ ملايين يعيشون حولنا، من وجهة نظري مهما كان هذا الإله الذي تتبعه أو لا تتبعه فلا يمكن أن يجتمع الإهمال والإيمان سوياً، ما معنى أن تتعمد قتل نفسك وقتل من حولك وتدعي أن هذا بدافع الثقة فيمن تعبده، لقد أصبحنا في صراع لقتل بعضنا البعض.
أنا لا أود الموت على يد أحد الأغبياء؛ هذا ما أصبحت أرجوه الآن لأنه شعور مخزي أن نتعمد قتل بعضنا البعض وكأننا كائنات بلا عقل وبلا حكمة، ربما لم يمنحني عمري خوض تجربة الحياة أثناء فترات من الوباء ولكن ما أراه من محاولات لإحتواء الموقف تبدوا لي منطقية بعض الشئ، ولكن الغريب تلك المرة أن يكون الإهمال من المواطنين أنفسهم تجاه بعضهم البعض.
إنني أتذكر كل مرة شعرت فيها بالقوى وأنا معافى وأتذكر كل مرة بكيت فيها ضعفاً من ألمٍ لم أطيق تحمله، لذا لا تغرنكم عافيتكم الأن وكأنها ستدوم.
مارس ۲۰۲۰
مارس ۲۰۲۰