لست صديقك المفضل

منذ عدة أعوام شعرت أنني بحاجة لغلق حسابي على فيسبوك للأبد -ومازال مغلقاً-؛ في رغبة مني للابتعاد عن تلك المشاعر المختلطة التي تلاحقها عيني ولا يتعاطف معها قلبي وربما ينزعج لها عقلي.
أنا لست جيداً تجاه تلك المواقف الإجتماعية التي تفرض علي التعامل مع أشخاص لا أعرفهم أو ربما أعرفهم أيضاً، كوني سريع الملل لا أعتبر التواصل مع الآخرين بشكل اجتماعي هو أمر واجب الحدوث بشكل يومي، ربما لا تعتبرني صديقك المفضل ولك الحق في ذلك فكوني أرغب في الإنعزال كثيراً وأظهر بعدها محملاً بمشاعر جيدة وأفكار لا بأس بها ثم تنهار مشاعري فانعزل مرة أخرى وهكذا تمضي الأيام.
أنا اُعاني في كثير من المواقف من الرهاب الإجتماعي الذي يجعلني اخطو للخلف تجاه التحدث مع الغرباء أو الحديث بشكل دائم مع أي شخص، والغريب أنني ايضاً هذا الشخص الذي يجلس خلف الكاميرا مسترسلاً في الحديث مع الغرباء محاولاً كسر هذا الحاجز الذي يضعوه بيني وبينهم وبينهم وبين الكاميرا؛ وأظن أنني نجحت في هذا في أحيان كثيرة وفشلت فيه في بعض المرات، لقد أثبتت لي تلك المواقف انني خلف الكاميرا أنسى كثيراً تلك المشاعر والصفات التي تعرقلني وأتغلب عليها لسويعات.
أتمنى لو كان بمقدوري كتابة ملفاً تجتمع به تلك الكتابات التي كتبتها عن نفسي سواء كانت كتابات حقيقية أو محض خيال ومن ثم أقوم بتوزيعها على من ألتقي بهم في محاولة مني لمساعدتهم على فهم ما اُحاول أن أفهمه عني؛ لقد أدركت مؤخراً مدى الغرابة التي يشعر بها الآخرون تجاه ما لا أفعله، لا أعرف في حقيقة الأمر ما يشعرون به وأتمنى أن لا يكون شيئاً به أي قدر من الكراهية لأنني لا أحملها لهم.
أعلم أن في تلك المرة كلامي لم يكن منمقاً بشكلٍ كافياً وربما هناك صيغاً آخرى أفضل من تلك كي تصف حقاً ما أردت قوله؛ ولكن في جميع الأحوال دعني اُخبرك أنني لن أكون صديقك المفضل رغم أنني أتمنى ذلك في بعض الأحيان.
لقد كثرت تلك اللحظات التي يتوقف فيها عقلي عن التفكير فيما تراه عيناي، أصبحت لا أعرف من منا أن والتيه يلاحق الأخر.
ديسمبر ٢٠١٩
Back to Top