خرف

...تحياتي
شيئاً فشيئاً قد اختفى بريق الأشياء وكأن ناظرها عليل البصر والبصيرة، هذا الطريق الموحش الذي تسير فيه وحيداً ربما ليس بسبب تميزك ولكن ربما بسبب غرابتك، تشبههم في النوع وتختلف عنهم وكان هذا العقل قد بني على الأنقاض فصار معوجاً.
النسيم يشق عقلي وكأنه هشاً وفقد كل صفات الصلابة، تقف حائراً لا تعرف ماذا حقاً تريد، لا تمثلك السعادة ولا تجد في الحزن شبيهاً لك، لماذا أنا وهذا العالم لسنا صديقين؟ إنني أعي جيداً أن حياة المرء ليست كما يتمناها ولا يحصد من الأمنيات سوى القليل ولكني لم أمتلك منها حقاً سوى القليل، فقط أتمنى أن أكون أنا والسكون صديقين قريبين لا يفرقهما ضجيج الحياة الذي بني على أتفه الأشياء. 
إنني أشعر بشيئاً من الغرابة حين يتصور البعض أنني قد اُصبت بالخرف حين أخبره أنني أمتلك وجهة نظر مغايرة عن الحياة، وكأنه من المفترض أن نكون ذات نسلاً متشابهاً في كل شيء وكأننا من إنتاج إحدى المصانع القومية، أظن أن ممارسة الزيف هي هواية الكثيرين ومن ثم تأتي النصيحة أنه من المفترض أن تكون شخصاً بلا عقل وأن تسير مردداً ما يهواه المستمعون ويطرب أذانهم وكأنك لوهلة تحولت إلى مغني في إحدى الحفلات وهذا ما لا أقوى على فعله.
مؤخراً أدركت أن كل صراع هو محتوماً بالفناء وأننا لسنا بمستيقنين من جدوى تلك الصراعات التي نخوضها في عالم محتوم النهاية، ومن هنا أدركت أنني بحاجة للتوقف عن كافة الأشياء التي سوف تزعج عقلي، فمن افترض أن العلاقات الاجتماعية والتعاملات في نطاق العمل يفترض أن تُبنى على أنقاض الصراعات والمشاكل هو مجرد فتىً بلغ جسده دون أن يبلغ عقله ومن ثم لا يجب أن يعتد به.
الحياة ليست صعبة نحن من جعلناها كذلك؛ فليس لكبد الخلق ذنباً في ما نفعله تجاه بعضنا البعض.
فبراير ۲۰۲۱
Back to Top