بلا عنوان
كيف حالك؟

سؤالاً قد يبدو سهلاً وله إجابات معروفة لدى الجميع، ولكنني في بعض الأحيان أشعر أن بداية كذباتي كانت بالإجابة على هذا السؤال الذي اٌفكر مراراً وتكراراً في ماذا لو قُمت بسرد حكايات تمتد لساعات على من يسألني إياه، ولكن لوهلة أشعر أن تلك الكذبة للرد على هذا السؤال قد تكون أهون من أبوح بلا جدوى.

أصبحت واثقاً أنه لابد من الكتابة عن تلك الأفكار المختلطة التي تحوم في رأسي وتجعلني أحمل الكثير من المشاعر المتضاربة وتمنعني طوال الوقت من إدراك ذاتي وكأنني لا أعرف من أكون، في بعض الأحيان لا تكفيني الكتابة للتعبير عن تلك الصراعات التي تدور في رأسي وأشعر أن لدي رغبة جامحة في الصمت وإدعاء البلاهة ولكنها ما زلت وسيلة جيدة للتعبير هي والصمت.

لقد صارحتها كثيراً بحقيقة تلك الأفكار التي تسيطر على عقلي طوال الوقت فتجبرني على الهروب من كل شئ بما فيهم ذاتي، كنت أفضح عقلي كي تدرك أنني شريد العقل لا أعرف حقيقة مشاعري، ولكن بالرغم من ذلك أجد نفسي وكأنني مجرم يلومه الجميع على أفعاله؛ شعوراً سيئاً أن تُلام على ما تعاني منه وكنت تعترف به طوال الوقت؛ شيئاً يجعلك تشعر بالكثير من الأذى النفسي.

لقد سئمت محاولاتي المتكررة للهروب مني، لم أعد أفهم كيف لمشاعري أن تتحرك صعوداً وهبوطاً بتلك السرعة وكأن عقلي لم يعد تحت سيطرتي، لقد سئمت من تعدد تلك المرات التي أخذل فيها نفسي وأنتكس بروحي التي تعلق علي الكثير من الآمال كي أنقذها من تلك الهاوية التي غرقت بها.

الخوف أصبح ملازماً لي يجلس بجواري حتى أصبحت أعتبره صديقاً مُقرباً من الممكن أن يتجسد لي فأترك له مقعداً خالياً بعيادة الطبيب وبالمواصلات، في السابق حين كنت أفر من الخوف أعود إليه وكأنني لا أطيق الحياة بدونه أما الآن فتوقفت عن المحاولة للهروب منه.

حين تسللت عيناي وحدقت بالنظر إلى السماء لعلي أرى الله تاهت عيناي ولم اجد أثراً لشيئاً أتتبعه وتركت لي عيناي المزيد من الحيرة والخوف منه لادرك حينها مدى البؤس الذي جعلني أخاف قبل أن اُحب، لقد تمنيت سابقاً لو كان اختبار الحياة يتلخص في ورقة تحمل بعضاً من الأسئلة، ولكن تلك الأمنيات لا تغير من الواقع شيئاً ويظل هذا الاختبار الذي نعيشه هو السبيل الوحيد لكلمة النهاية التي ستنهي هذا الفيلم.
أغسطس ٢٠١٩
Back to Top