نسيان
في كثير من الأحيان حماقتنا تصور لنا أن تلك الحياة بسيطة وأن عقلنا يمتلك الكثير من العبقرية كي يدرك كافة ما يحدث، في الحقيقة الخاصة بي نحن أمام اختبار معقد رغم اتاحة مصادره وطول وقته، أنني سأصاب بالجنون عن قريب من أجل فهم هذا الاختبار المعقد والذي لا يرغم كافة الممتحنين بالحصول حتى على الأسئلة التي تقود من يمتلكونها إلى الجنون.

من منطلق ما أؤمن به ادرك أن كلمة النهاية عبارة فقط تكتب في نهاية الأفلام رغم أنني لم أكتبها إلى الأن في أي فيلم ولا أود ذلك لأنني أعتبر أن نهاية كل عمل فني أقوم به هو بداية لي ولمن يشاهده؛ على أي حال كنت أقول أن النهاية عبارة تكتب فقط للأفلام ولا تتماشى مع الحياة لأنها ليست نهاية، ولكن خوفنا من الموت يخيل لنا طوال الوقت أننا على أعتاب النهاية وهذا يتعارض مع فكرة الإيمان الذي ندعيه.

هل تلك الصعاب التي نواجهها هي نابعة من مخلوقات حولنا ولا نراها أم أننا نصارع بعضنا البعض محاولين تشتيت بعضنا عن الوصول للإجابات كي نجتاز هذا الاختبار؟ في الحقيقة أنا أرى أننا نحاول عرقلة بعضنا البعض كي نبقى جميعاً في غرفة مظلمة محكمة الغلق يستوي فيها الأعمى بالبصير بدلاً من أن يمد يد العون كلاً منهما للأخر.

لا أعرف هل تلهينا تلك الصراعات التي نرغم بعضنا البعض على خوضها عن علة وجودنا في هذا العالم فنختبئ فيها من هذا الاختبار، أم أننا حقاً أصبحنا بعيدين كل البعد عن علة وجودنا هنا فقررنا خلق تلك الصراعات فقداناً منا في أمل النجاة، إنني أشعر بالتعاسة  كلما تذكرت حصة التربية الدينية في المدرسة والمنزل والمسجد والتي تعلمت فيها أننا خلقنا من أجل عمارة الأرض وعبادة الله؛ دون الحديث عن كيفية تلك العبارات التي لو طبقها كافة من حفظوها لما وصلنا لتلك النقطة التي نحن فيها.

هل يمكننا أن لا نتبادل الحب ولا نتبادل الكراهية؟
اننا توقفنا عند نقطة لا ندرك فيها كي العودة للخلف من أجل تصحيح أخطاء الماضي وخلق دروباً جديدة يملؤها الحب؛ لذا هل يمكننا أن نتوقف عن الكراهية التي أصبحنا نتبادلها حتى أصبح الصغار على حافة اكتسابها عبر الجينات.

أتمنى أن نقوم بتدوين مشاعرنا في لحظات الضعف التي تمر بنا ونتضرع فيها إلى الإله الذي يعبده كلاً منا ونمنحه وعوداً من أجل النجاة، وأن ندون كذلك مشاعرنا تجاه الأخرين في تلك اللحظات لأننا في تلك الأثناء نكون أقرب ما يكون للطهر الذي سرعان ما يندثر بعد أول توهم للشعور بالقوة.

أبريل ۲۰۲۰
Back to Top